من البر ..والعقوق

كانت أم عثمان بن سودة عابدة يقال لها :راهبة ؛فلما احتضرت رفعت رأسها إلى

السماء فقالت :يا ذخري وذخيرتي عندالموت ؛لا توحشني في قبري .

فلما ماتت مكث ابنها يزورها في قبرها كل جمعة ويدعولها ؛

ويستغفر لها ولأهل القبور ..فرأى أمه ذات ليلة في منامها

فقال :كيف أنت؟ قالت : يا بني إن للموت لكربة شديدة

وأنا في برزخ محمود .فقال :ألك حاجة؟

قالت : نعم ؛ لا تدع ما انت عليه من زيارتنا

والدعاء لنا ؛ فإني لأبشر بمجيئك يوم الجمعة إذا أقبلت.

أعرابية ترثي أباها:

وقفت أعرابية على قبر أبيها فقالت :

يا أبت ؛ إن في الله تبارك وتعالى من فقدك عوضا ؛ وفي رسول الله

صلى الله عليه وسلم من مصيبتك أسوة .

ثم قالت : اللهم نزل بك عبدك مقفرا من الزاد ؛

مخشوشن (خشن .خشونة. أي غلظ ملمسه )المهاد؛

غنيا عما في أيدي العباد؛ فقيرا إلى ما في يديك يا جواد،

وأنت أي رب خير من نزل به المؤملون ؛ واستغنى بفضله المقلون ؛

وولج في سعة رحمته المذنبون .اللهم فليكن قرى (القرى:ما يقدم إلى الضيف )

عبدك منك رحمتك ؛ ومهاده (مهد الفراش : بسطه ووطأه ) جنتك ..

ثم انصرفت.

لا يأكل مع أمه...

كان علي بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم لا يأكل مع أمه ؛

وكان أبر الناس بها .

فقيل له في ذلك قال:

أخاف أن آكل معها ؛ فتسبق عينها إلى شيئ من الطعام ؛ وأنا لا أعلم به

فآكله فأكون قد عققتها .

وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول:

لا تأكل عرقا قد نظر أبوك إليه لعله قد اشتهاه .

بذلك أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم :

جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ؛إن لي

والدة أنفق عليها وهي تؤذيني بلسانها ؛فكيف اصنع ؟

فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((أد حقها ؛ فوالله لو قطعت لحمك ما

اديت ربع حقها ؛أما علمت أن الجنة تحت أقدام والدتك )).

فسكت الرجل ؛وقال : والله لا أقول لها شيئا ؛ثم أتى إلى والدته

وقبل قدميها ؛وقال : يا والدتي بذلك أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ذلك العقوق..

جاء رجل إلى كعب الأحبار وساله : ما تجدونه في كتاب الله (التوراة)

عن عقوق الوالدين ؟

قال:إذا أقسم عليه لم يبره ؛ وإذا سأله لم يعطه ؛وإذا ائتمنه خان ..

فذلك العقوق.

وسئل كعب الأحبار عن العقوق ؟

فقال : إذا دعوا عليك فقد عققتهما العقوق كله .

وسئل الحسن البصري عن العقوق ؟فقال : أن تهجرهما وتحرمهما .

الجزاء من جنس العمل ..

قال النبي صلى الله عليه وسلم (بروا آبائكم تبركم أبنائكم )).

وقال صلى الله عليه وسلم (كل الذنوب يؤخر الله ماشاء منها إلى يوم

القيامة إلا عقوق الوالدين ؛فإن الله تعالى يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات).

أخرجه الحاكم.

يا بني حسبك..

قال أبو عبد الله بن ورام الكوفي :كان عندنا بالكوفة رجل ؛له ابن عاق به؛

فلا حاه يوما في شيئ ؛فجره برجله حتى أخرجه من بيته ؛

وسحبه في الطريق شيئا كثيرا؛ فلما بلغ إلى موضع منه؛

قال له: يا بني حسبك ؛ فإلى ها هنا جررت بجل أبي من الدار وحتى جررتني منها.

مشكووووووورة
fjk